نجوم أفلوا في 2021.. وبقي نورهم ساطعا في قلوب محبّيهم
لم تكن سنة 2021 صعبة على المستوى الصحي والاجتماعي فقط، بل كان عاما ثقيلا على روّاد الفن في تونس وفي العالم، وغادرنا خلاله مبدعون وأفل نجمهم في الساحة الثقافية.
لم يغادرنا 2021 قبل أن يأخذ معه الممثل القدير توفيق البحري الذي وافاه الأجل في 18 ديسمبر، تاركا بصمة فنية بأعماله التلفزية والسينمائية والمسرحية، وربّما أشهرها سلسلة شوفلي حل ودوره '' الباجي ماتركيس ''.
''توتو '' كما يناديه زملاؤه في الساحة، فتك به المرض فترك حلمه بإخراج وصناعة سلسلة هزلية انطلق في تحضيرها منذ رمضان الفارط ولكنه لم يجد لها الدعم الكافي.
انطلق من دار الثقافة ابن رشيق، بالعاصمة وكان من بين الذين أسسوا فرقة المغرب العربي للمسرح، والتي قدمت العديد من المسرحيات، على غرار "الكريطة"، و"القافزون" ثم التحق بفرقة مدينة تونس ودخل عالم التمثيل التلفزي صدفة.
كما شارك في عديد الاعمال السينمائية ومن بينها عطر الربيع لفريد بوغدير، باستاردو لنجيب بالقاضي، وآخر فيلم للنوري بوزيد..''الباجي ماتريكس'' رحل وترك أثرا لن يُنسى.
2021 أخذ معه أيصا الفنانة القديرة نبيهة الڨرڨوري شهرت ''صفوة'' والتي صارعت مرضا مزمنا انتصر على حبها للحياة، في نوفمبر الفارط غادرتنا جوهرة الجنوب التي بزر نجمها في الستينات.
كانت انطلاقتها من المسرح بدور ثانوي، فبطولة فرحلة اكتشاف إلى عالم الغناء مع الاذاعة الوطنية.
غنّت ''ياللي ماشي للجزيرة ''، ''وطني '' ، ''دبلج وحديدة '' وغيرها من الأغاني التي لاقت اعجاب الجمهور والملحنين، تعاملت مع الراحل احمد حمزة ولاقت الدهم من محمد الجموسي كذلك، أفل نجمها ويظل صوتها في أذهان محبيها والذاكرة الفنية التونسية.
بعد صراع مع كورونا، في جويلية 2021، غادرنا أيضا ''وجه الكاميرا الخفية '' الكوميدي والمسرحي حمادي غوّار، خبر كان صادما لزملائه ومحبيه الذين فعلوا ما في وسعهم لتوفير آلة أكسجين وكل ما يمكن أن يساعده في حربه مع الفيروس اللعين.. لكن ''غوّار '' الذي رسم الابتسامة على وجوه العديد،عبر ''الجاسوس ''، '' هذوكم '' سلوكيات وعديد الاعمال المسرحية.. فارق الحياة.
وبعد رحلة من العطاء في المجال الفني، غادرتنا بدورها '' خيرة الغربي ''، الممثلة القديرة دلندة عبدو أو كما لقبها البعض بملكة الكوميديا.
اشتهرت بأعمالها الفكاهية، وتنوعت مسيرتها والتي تواصلت لستين عاما، بين التلفزة والمسرح .. من بينها الدوار، والحصاد وعنبر اللليل والطرش حكمة وعدد من المسلسلات الاذاعية، تركت دلندة عبدو بصمة استتثنائية في عالم الفن والتمثيل .
خسرت الساحة الفنية أيضا، الممثلة القديرة منيرة بن عرفة، والتي تعتبر أحد مؤسسي فرقة التمثيل للإذاعة التونسية، ولعل أشهر اعمالها '' امي تراكي '' ، ريح المسك ، عشقة وحكايات ، الحاج كلوف وغيرها من الأعمال التي أحبها وتابعها الجمهور التونسي.
كما انطفأ نجم أحد الممثلين الذين شاركوا في عدد كبير من الاعمال الدرامية والمسرحية، وكان سفيرا لتونس في عديد المهرجانات العربية، الممثل كمال الدين الغانمي، "هذا علاش" و"رحلة إلى الملك" و"عنترة لا يموت مرتين" و"ناسك رحلوا " وغيرها من الاعمال المسرحية، إلى جانب ظهوره عبر الشاشة الصغيرة في اخوة وزمان وخطى تحت السحاب وشوفلي حل وخطى فوق السحاب .
وفقدت الساحة الثقافية والمسرحية مكرم نصيب الذي غادر عالمنا في31 جويلية 2021 بعد صراع مع كورونا، رحل وترك أجواء ا عاشها مع الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية وحلما بعودتها بعد التأجيل.
هو ممثل ومخرج ومنتج أصيل ولاية قفصة ،قدم عددا هاما من الأعمال المسرحية كمخرج وممثّل ومنتج، نذكر منها “عدم سماع الدعوى” و”حكاية حب” و”ولد البرني و بنت العطراء ” و “هلواس” و “السنافر” ” السور” وغيرها ..
وخطف هذا الفيروس أيضا محبوب الجماهير، وكما لقبه العديد '' بأشرف خاينة، الفنان الشعبي اشرف جرمانة والذي اشتهر باغنية خاينة ، كان الدموع تردك، كملت الفلوس، الله يقدرني على نسيانك وغيرها من الاعمال ..
كما فقدت الساحة الثقافية بحزن كبير، صاحبة المسيرة الذهبية المتوجة '' زينب فرحات ''، هي امرأة لا تعرف الانحناء في الدفاع عن الحرية والديمقراطية و القضايا المتعلقة بحرية وحقوق المرأة، هي امرأة لا تعرف الانحناء في النهوض بالقطاع الثقافي والرغبة في التغيير .. رحلت وتركت بصمة وأثرا بأفكارها ومواقفها .. رحلت وأسست المسرح بالأرياف وأنشأت مكتبات وعلما لا يموت ..
رحلوا وأفل نجمهم، ولكنهم مازالوا بيننا بأعمالهم وأفكارهم .. رحلوا وتركوا عديد التساؤلات حول وضعية الفنان في تونس، مسألة الدعم، والإنتاج والسباق الرمضاني .. رحلوا وتركوا نقاط استفهام حول ما آلت إليه مختلف الفنون في تونس..ألا بالفن تنهض الشعوب؟
سامية الحامي